هل ستكون القيامة يوم 13 ابريل 2036
تاريخ 13 ابريل 2036 يمكن ان يكون بداية النهاية لكارثة ارضية كبرى ولربما "يوم القيامة"، إذ ان النيزك المعروف بإسم Apophis والذي يتقاطع مسياره مع مدار الكرة الارضية، يمكن ان يصطدم بالارض في ذلك اليوم. لذلك تجري منذ اليوم نشاطات واسعة لمراجعة كافة الحسابات في محاولة لابعاد الكارثة المنتظرة.
يوم الجمعة، 13 ابريل من عام 2029 سيكون حاسماً وتحضيريا في الاعداد لليوم المذكور اعلاه، إذ في هذا اليوم سيكون سكان الارض مشرعة انظارهم الى السماء في محاولة لمتابعة حركة النيزك المنطلق بسرعة 20 الف كيلومتر في الساعة عند مرورة بمحاذاة الارض. هذا النيزك يبلغ قطره 250 متر ووزنه يصل الى 20 مليون طن ويمكن رؤيته من الارض بالعين المجردة.
من حسن الحظ لن يتقاطع مسيار هذا النيزك مع الارض في تلك الجمعة من عام 2029، ولكن ذلك لايعني ان خطر هذا النيزك قد زال. المشكلة انه إذا مر Apophis بقرب الارض بحدود 30 الف كيلومتر فأن حقل جاذبية الارض ستؤثر عليه وستغير مسياره بحيث انه في المرة القادمة والتي ستحدث بعد سبعة سنوات من الرؤية له، قد يكون لقائه مع الارض لامفر منه.
هذا النيزك حصل على اسمه من الاسطورة المصرية حيث يطلق هذا الاسم على الحية الهائلة التي تهدد نظام الارض، ولكن تهديد Apophis الحقيقي، لحسن الحظ، ليس بمستوى ماذكرته الاسطورة عن الحية الهائلة.
نيزك بهذا الحجم لايعني كارثة اممية شاملة، ومع ذلك فأن مايترتب على مثل هذا الاصطدام ذو ابعاد مخيفة. عام 1908 اصطدم جسم فضائي فوق التايغا الروسية وادى الى تخريب 2000 كيلومتر مربع من الغابات، بالرغم من ان قطره وصل الى 60 متر فقط. هذا الامر نفسه حدث مع النيزك الذي سقط في اريزونا الامريكية قبل 50 الف سنة وترك خلفة فوهة بعمق 170 متر وقطر 1200 متر، في حين كان قطره على الاغلب لايتجاوز 40 متر.
إذا اصطدم النيزك Apophis بالارض، فسيؤدي ذلك الى اطلاق طاقة تعادل 880 مليون طن من ت.ن.ت، او 60 الف قنبلة ذرية من مستوى قنبلة هيروشيما. هذه الطاقة كافية للقضاء على بقعة كبيرة من الارض. إذا كان سقوط النيزك في البحر، وهو الامر الاغلب، فسيؤدي ذلك الى خلق فوهه بعمق 2500 متر وقطر 8 كيلومتر. هذا الامر سيؤدي الى تسبيب تسونامي هائل سيزيل الحياة من على عشرات الاف الكيلومترات من الشواطئ القريبة.
الفلكيين تمكنوا من رصد هذا النيزك لاول مرة قبل ثلاث سنوات فقط، وبعد حساب طريق مسياره اعلنت ناسا يوم 24 ديسمبر من عام 2004 ان خطر اصطدام النيزك بالارض هو 1:233. وبهذا يجري لاول مرة تصنيف خطورة نيزك في المجموعة الثانية حسب مقياس تورينو، الذي يشير الى درجة خطورة الاجسام الكونية الموجودة في مسيارات تتقاطع مع مدار الارض. الحسابات الاخيرة تشير الى خطورة هذا النيزك في الاصطدام بالارض عام 2036 تصل الى 1:45000، حسب المقياس نفسه.
النيزك Apophis ليس هو الخطر الوحيد الذي يهدد الارض من الكون الخارجي. احتمال اصطدام نيزك بالارض هو امر واقعي تماما. يوم 29 اوغسطس من هذا العام سيقترب من الارض النيزك المرقم 85275، والذي يبلغ قطره بضعة كيلومترات، وتبلغ سرعته حوالي 40 الف كيلومتر في الساعة، وفي يوم 9 سيمبتمبر سيمر نيزكين اخرين اصغر بمسيار اكثر قربا من الارض. لحسن الحظ سيمروا جميعا على بعد آمن من الارض. اقربهم سيكون على بعد 12 مليون كيلومتر، وهو بعد يماثل 30 مر البعد الى القمر.
على المدى القريب لايوجد خطر مباشر، بالرغم من ان النيازك تتساقط يوميا على الارض، لحسن الحظ انها صغيرة للغاية. عند احتكاكها بجو الارض تحترق وتظهر وكأنها شهب ساقطة، اعتقد السابقون انهم حراس السماء تلاحق الجن. البعض منها قد يبقى منه مايكفي للوصول الى الارض ولكنه من الضآلة بحيث انه لايسبب اي ضرر.
الخطر الحقيقي الذي يهدد الارض يأتي من الاجسام الكبيرة. النيزك الاول جرى اكتشافه عام 1801 واطلق عليه اسم Ceres, واليوم تم احصاء 200000 نيزك بقطر يزيد عن 100 متر. من بينهم يوجد حوالي 1000 نيزك يملك قطرا يصل الى كيلومتر، وبالتالي يمكنه ان يسبب كارثة ذات ابعاد عالمية. اصطدام بمثل هذا النوع من النيازك هو الذي سبب، على الاغلب، انقراض الديناصورات قبل 65 مليون سنة، إضافة الى انقراض حوالي 85% من الكائنات البحرية.
منذ الكارثة العالمية الاخيرة، والحياة على الارض تنمو وتزدهر في إنتظار الكارثة الدورية القادمة. غير ان نجاحات الانسان تعطي الارض فرصة للخروج من قدرها. الخطوة الاولى قامت بها ناسا عندما وضعت خريطة للنيازك التي تشكل خطرا محتملا على مستقبل الارض. في تسعينات القرن الماضي انشأت ناسا مركزا بإسم Spaceguard Survey-program, والذي من واجباته رسم مسيارات دقيقة للنيازك التي تملك قطرا يزيد عن كيلومتر واحد. الان تملك ناسا معلومات عن 700 نيزك لها هذه المواصفات. إضافة الى ذلك لديها معلومات عن 4000 نيزك لهم احجام اصغر. قبل انتهاء عام 2020، يطمح الفلكيين الى ان ينجزوا خريطة مسيارات 90% من النيازك ذات القطر اكبر من 140 متر.
الخطوة الثانية هو تقرير مايمكن عمله عند تحديد نيزك له مسيار خطر. في الافلام الهوليدية نرى انهم يقترحون قنبلة نووية لتحطيم النيزك. في الواقع العملي يعتقد العلماء ان ارسال مركبة فضائية ثقيلة الى قرب النيزك كافي تماما، وتحافظ على مسافة معينة الى جانب النيزك. جاذبية المركبة كافية للتأثير على مدار النيزك بما يكفي لإبعاد مسياره عن الارض.
من اجل ان نجاح هذه الخطة يجب ان ترسل المركبة عام 2027، وثمن هذه المركبة سيكون حوالي 300 مليون دولار. هذا المبلغ هو في الحقيقة اقل 150 مليون دولار عن تكلفة ارسال المركبة الفضائية لمرة واحدة اليوم. ولكن من الذي سيدفع التكلفة؟ ومن الذي سيتحمل مسؤولية المشروع؟ ومن الذي سيتحمل مسؤولية احتمال الفشل؟
هنا اقدم لكم جدولا عن مقياس تورينو: Torinoskalan
لايعار انتباه | 0 | الجسم الكوني لايشكل اي خطر او انه سيحترق |
خطر طبيعي | 1 | خطر تقاطعه قليل للغاية وعلى الاغلب ليس خطر |
تهديد | 2 | الجسم الكوني سيكون قريبا من الارض، ولكن لاداعي للقلق |
3 | احتمال الاصطدام بإضرار محلية تعادل 1%، يجب الانتباه | |
4 | احتمال الاصطدام بإضرار مناطقية تصل الى 1%. يجب الانتباه | |
خطر | 5 | خطر جدي، ولكن لازال الاصطدام غير مؤكد. يجب تحضير الاجراءات |
6 | خطر الاصطدام مع كارثة محلية. يجب اتخاذ اجراءات سريعة | |
7 | تهديد جدي مع عواقب عالمية. تهئ اجراءات الكارثة العالمية | |
خطر مؤكد | 8 | اصطدام مؤكد. عواقب محلية او فيضان، يحدث كل 50-100 الف سنة |
9 | اصطدام مؤكد. عواقب مناطقية. يحدث كل 10-100 الف سنة | |
10 | اصطدام مؤكد. عواقب عالمية، يمكن ان تقضي على الحياة. 100 الف سنة. |
بقلم حمدي الراشدي
مصادر:
Meteor Crater i Arizona
99942 Apophis
Apophis colision map
Asteroid
Egyptian demon
Asteroid's
لرؤية افلام تعليمية عن الواقعة
13/2007 s.26-29
0 التعليقات:
إرسال تعليق